خصّت «سيدتي» بشكر مميّز، ووعدت جمهورها بأغنية تصدرها قريباً أمل العنبري: أردت أن أكون سنداً لـ أحمد ولكن هذا ما حصل لي!
إلتقينا أمل وهي تستعد لمغادرة المغرب بعد أن أمضت ثلاثة أسابيع بين أحضان عائلتها وأقربائها. وكانت أمل قد ضربت لنا موعداً في الدار البيضاء، حيث تقيم مع والدتها وأشقائها. ومع زحمة الطريق بين الرباط والبيضاء تأخر الموعد. إتصلنا للإعتذار منها لكنها بادرت هي بالإعتذار وقالت إنها ما زالت تنتظر دورها عند مصفّف الشعر وستتأخر بعض الشيء. فلحقنا بها إلى هناك حيث وجدنا معها طفلتين لارا ودانا وهما ابنتا صديقتها اللبنانية ايفا التي كانت تقيم عندها أمل، وقد جاءت هذه المرة لتزور المغرب في رحلة سياحية وتحلّ ضيفة على عائلة أمل. العائلة اللبنانية كانت تستعد للسفر في اليوم التالي، فتطوّعت أمل لتتكفّل بتصفيف شعر الطفلتين لارا ودانا وعلّقت قائلة: «هذه هي أمل في العطلة تهتم بكل شيء وخصوصاً الأطفال»..
المغرب: سميرة مغداد
تصوير: سلمى مليح
عدنا إلى أمل التي اقتربت منا وقتها مع الطفلتين واعتذرت مرة أخرى عن التأخير لأن الصالون كان يشهد زحمة. علماً أن طلبنا بإجراء مقابلة معها كان مفاجئاً، إلا أنها لا تستطيع أن تردّ لـ «سيدتي» طلباً لأنها شجعتها كثيراً وأوصلتها إلى قلوب الناس. رافقنا أمل إلى بيت العائلة، حيث وجدنا الأم عائشة وإيفا وزوجها، وزوجين آخرين من المغرب، هما من محبي ومساندي أمل التي سألناها:
> كيف قضيت عطلتك؟
ـ بخير، عدت منذ شهرين إلى المغرب، ووجدت هنا كل الترحاب والحب، وما من مدينة زرتها إلا ووجدت فيها عائلة كريمة تستضيفني وترحّب بي وتشجعني، وسأسافر إلى لبنان بعد غد.
> ولمَ اخترت الدار البيضاء؟
ـ لأنها المركز، ثم إن لي فيها عائلة حقيقية دعمتني كثيراً واستقبلتني منذ أول وهلة بكل مودّة، ولا أدري ماذا أقول عنها، فعلاً هي عائلة أخرى منحني إياها رب العالمين وأنا سعيدة جداً بهذا الحب وأشكر السيدة فوزية التي تعتبرني ابنتها.
> وعلاقتك بإيفا اللبنانية؟
ـ هي أيضاً معجبة بي لا غير، وكانت تتابع البرنامج بشغف وتعاطفت معي كثيراً، حينما كسبت رهان الـ Top 5 إلتقتني بالمطار وأنا عائدة من ايطاليا وشجعتني كثيراً ودعمتني، وأكّدت لي أنها ستكون دائماً إلى جانبي. في الحقيقة، حسبتها مجرد معجبة لا أكثر، لكنها بالفعل استقبلتني وسط أهلها وفي بيتها، ووجدت فيها نِعم الأخت أو أكثر، فهي صديقتي وأختي.
> وقضيت عطلتك الصيفية معهم؟
ـ سافرنا جميعاً إلى طنجة وأصيلة ومراكش.
> وكيف وجدت رد فعل جمهور المغرب في كل المدن التي زرتها؟
ـ أحمد الله أنني أحظى بالمحبة، لم أر فيه سوى الخير والترحاب، لم أتوقع كل هذا الحب، مازلت أحظى بالتعاطف وكل من يلقاني يقول «ظلمت والله» ويعتبرونني مظلومة.
> وهل تشعرين بالظلم؟
ـ بدأت طريقاً آخر والحمد لله، ومشواراً آخر. خرجت من الأكاديمية بشيء مهم وهو حب الناس لي، وعليّ أن أحافظ على هذا الحب، والأغنية «السينغل» (المنفردة) التي أحضّرها تمضي في هذا الإتجاه وستكون تمهيداً لألبومي القادم. الأكاديمية فضلها علي كبير على كل حال.
كتبت 11 أغنية
وسأعود إلى الجامعة
> وأين وصلت في كتاباتك، هل موهبتك مستمرة أم أنها ارتبطت بحالة نفسية عندما كنت تعيشين الاعجاب في الأكاديمية لا غير؟
ـ في الألبوم الذي أحضّره، سنحت لي الفرصة بأداء أغنية أو أغنيتين من ألحاني الخاصة.
> كم أغنية سيتضمّن الألبوم؟
ـ لم يتقرّر الأمر بعد، لكن الخطوة القريبة هي «السينغل» وستبثّ قريباً على الإذاعات، غير أن تصوير «الكليب» سيتم بعد رمضان.
> وماذا بالنسبة للدراسة؟
ـ سأتمّم دراستي إن شاء الله، فلغاية الآن أفكر أن أدرس في المغرب وأتابع مسيرتي الفنية لكنني لا أعرف ماذا تخبئ لي الظروف. على كل حال، سأمضي في متابعة دراستي القانونية في جامعة أو معهد خاص، فمن الضروري أن أحصل على الدبلوم.
> وعــلاقــتــك بالكويتي أحمد داوود اليوم؟
ـ لا أقدر أن أحكم على العلاقة من منظوري الخاص، لأن كثيرين من الناس أبلغوه كلاماً خاطئاً عني بأنني تحدّثت عنه بالسوء، وهذا أمر غير صحيح أبداً، لقد حاولت ما أمكن أن أدافع عنه أكثر مما دافعت عن نفسي من خلال الأسئلة التي أتلقاها من المعجبين والمتتبعين، وعلاقتنا علاقة أخوة وصداقة ونتواصل باستمرار.
> لكنك تعذبت كثيراً في علاقتك معه؟
ـ لم أتعذب، بقدر ما اكتشفت أنني كنت في قوقعة لم أكن قادرة على معرفة ما يحدث حولي، حينما خرجت أدركت أنه لم يكن علي أن أفعل ما فعلت، كان علي أن أكون أقوى.
> كنت صادقة؟
ـ طبعاً، لأنها حدثت لأول مرة،
لا أحد يحب لنفسه ذاك الوضع.
> وكيف وجدت رد العائلة ومحيطك؟
ـ عادياً، لأنني في النهاية لم أفعل شيئاً مشيناً، الاعجاب تـجـــربة جميلة ولم أكن ألهو، كانت قصة واقعية ومشاعري كانت سامية وصادقة.
> قبل اعجابك بـ أحمد، هل كنت تكتبين باستمرار؟
ـ بصراحة، كانت علاقتي بالكتابة علاقة فتاة بكتاب ذكرياتها، كنت تقريباً كل يوم أسجل ما يمر في يومي من انفعالات باللغة الفرنسية «جورنال أنتيم» (مذكرات خاصة)، أما طاقة الكتابة فعلاً فقد تفجّرت بسبب قصتي مع أحمد، واكتشفت أنني أعبّر أيضاً بالمصرية ربما للأجواء الشرقية التي كنت أعيشها.
> كم أغنية كتبت؟
ـ 11 أغنية تقريباً.
تجربة «ستار أكاديمي»
> وماذا أخذت منك تجربة «ستار أكاديمي4»؟
ـ أخذت مني تفكيري وتركيزي وطاقتي، حاولت أن أعطي أحسن ما لدي لأمضي في طريق الفن باحترافية، واستفدت كثيراً من خلال الأساتذة والتدريبات التي تلقيناها.
> هل كانت لديك عروض خلال عطلتك في المغرب؟
ـ حللت ضيفة على برنامج «أجيال» في القناة الثانية، ومجلة «لاسيتادين» بالعربية صوّرت معي أزياء مغربية للغلاف.
> والأغاني المغربية؟
ـ إتصلت بالمنتج منير الجزائري لكي تكون الأغنية المغربية حاضرة في الألبوم.
> وما هو أغرب وأطرف ما حدث لك بعد «ستار أكاديمي4»؟
ـ أجمل ما حدث لي هي محبة الناس، وأولها العائلة المغربية في البيضاء التي استضافتني وكأنني واحدة من أبناء عائلتها، يتابعون أخباري ويكونون في استقبالي كل مرة. وأؤكد لكم أن لدي اليوم عائلة أخرى حقيقية لا أعرف كيف أشكر لها وفاءها وحبها لي، خاصة السيدة فوزية التي تعاطفت معي كثيراً بسبب قصتي مع أحمد، والغريب أن أغلب المعجبين هن من النساء وبناتهن.
> ولمَ في نظرك؟
ـ لأنــني كـنت صادقة وأعلنت عن مشاعري بصراحة، وهذا ما لا يتاح للنساء العربيات عموماً، فالإعلان عن الاعجاب يعدّ مهانة في ثقافتنا، رغم أنه حالة وجدانية جميلة لا يجب الخجل منها.
> ماذا يمكن أن تقولي لمعجبيك من خلال «سيدتي»؟
ـ ألـف ألـف شكــر لــهم
ولـ «سيــدتــي» التي جعلـتــني أتواصل معهم، لن أفيهم حقهم مهما شكرت، وتجربة الغلاف في «سيدتي» كانت رائعة إكتشفت خلالها أشياء جميلة جداً وأتمنّى أن أكرّرها في مناسبة أخرى. وأوجّه تحياتي لكل أهل المغرب والعالم العربي.
أم أمل تتقن اللبنانية والخليجية
عائشة أم أمل امرأة ودودة وطيبة، إعتذرت عن التقاط صور لها مع ابنتها واحترمنا رغبتها لأنها تقول أنها غير أمل، فهي لا تحب الأضواء ففي مجالس العائلة والأصدقاء إنها تستمع أكثر مما تتحدّث، ولا يمكن أن نجد لها صوراً كثيرة حتى في أفراح ومناسبات العائلة.تقول عن أمل إنها طموحة وطيبة وتتمنى لها النجاح، «أجمل ما كسبت أمل محبة الناس فهي كنز لا يفنى، وأنا باستمرار أرد على مكالمات أمل من جميع أنحاء العالم العربي، وأصبحت لدينا علاقات مع عدد كبير من العائلات المغربية والعربية». أما عن إتقانها اللهجة اللبنانية والخليجية فتردّ ضاحكة: «تعلّمتها بفضل أمل، نحن في المغرب لدينا رغبة وقدرة على التواصل أكثر من غيرنا لذلك لم أجد أية صعوبة. وكي أكون قريبة من معجبي أمل أتقنت لهجتهم، كنت دائماً أريد لأمل الأفضل ولا أخفيكم أن الفن كان محط تخوّف لي وللعائلة كلها، لكنها اختارت الفن الذي أصبح اليوم له حضور قوي، ومجالاً محترماً ومهماً يمكن أن يوفّر لها مستقبلاً أفضل».
كان علينا أن ننتظر أمل زهاء الساعة، فاضطررنا أن نتجوّل غير بعيد عن أمل في الشارع فكان أن صادفنا عبد الفتاح، نجم برنامج «ألبوم»، يمضي لحاله غير آبه لشيء، قبل أن تستوقفه كاميرا مصوّرتنا، فإذا بالناس ينتبهون لهذا الشاب الطويل بالشعر الأشعث ويشيرون إنه هو عبد الفتاح نجم «الألبوم» ويأتون للسلام عليه: «أهلاً عبد الفتاح تبدو في التلفزيون أطول بكثير، شكراً لك شرّفت المغرب».
ورجل آخر يبتسم ويقول له: «أهلاً سعد صوتك حلو».
يشرح له عبد الفتاح: «أنا عبد الفتاح في الألبوم».
يعتذر الرجل ويسلّم عليه بحرارة.
وهنا، أصبح عبد الفتاح نجم الشارع وبدا الجميع يهنّئه ويسلّم عليه ويعيد اكتشافه